الأحد، 8 يونيو 2014

مثال من الإلحاد العاطفي - مشاهد تقطيع وتعذيب وذبح ونشر المؤمنين

(فيسبوك - الإيمان والإلحاد في الميزان - Abo Hob) 

مثال من الإلحاد العاطفي - مشاهد تقطيع وتعذيب وذبح ونشر المؤمنين ..
--------------------------

الإلحاد العاطفي :
هو أحد أكبر ما يضحك به الملحدون على المسلمين الجاهلين بدينهم ..

حيث اليوم بين أيدينا جيل من الشباب (ثمرة التغريب والحداثة وعلمانية التعليم والإعلام) : مثلهم مثل النصارى في جهلهم بأبسط بدهيات الإسلام للأسف .. والله المستعان ...!

وعلى هذا نقول :
1...
هل قال الله تعالى - أو رسوله - في أي نص من القرآن أو السنة أنه خلق هذه الدنيا ليتنعم المسلمون فيها ؟!!.. الإجابة : لا !!!.. بل هي للابتلاء والاختبار والامتحان .. يقول عز وجل :
" الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا " .. ويقول :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون " ؟!!.. ويقول :
" الم .. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ؟ ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " ..
وأختم بهذه الآية لأن فيها الفارق بين المؤمن عن الكافر في تلقي الابتلاء :
" ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين .. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون " ..

2...
" وإنا إليه راجعون " .. المؤمن لا ينظر بعين واحدة مثل الكافر والملحد إلى الدنيا فقط وما قد يقع فيها من ظلم !!!.. بل المؤمن ينظر بعين للدنيا وأخرى للآخرة حيث يعلم أنه عند الله تلتقي الخصوم .. وأنه على موعد مع يوم حساب لا ظلم فيه !!.. وأن من عذبه في الدنيا أشد العذاب : فسوف يخلد في عذاب الله الذي ليس كمثله شيء خالدا مخلدا في النار !!!..
وأن هذا المظلوم المعذب المكلوم في الدنيا : لسوف تنسيه غمسة واحدة في الجنة ما لاقاه من عذاب في حياته !!.. فإذا كانت هذه غمسة واحدة ؟ لحظة واحدة في الجنة ؟ فكيف بالعيش فيها أبدا ؟!!!..
ولا عزاء للتلاحيد !

3...
لما كانت الدنيا دار ابتلاء وإظهار لمكنونات نفس كل إنسان : فترك الله تعالى الفرصة فيها لشر الأشرار بالظهور - مهما بلغ إجرامهم - : ليس لضعف منه سبحانه ولا لانصرافه عن عباده وتركه لهم ولا لأنه (سادي) إلى آخر هذا العته الذي يضحك به التلاحيد على من يسمع لهم وإنما :
ليؤاخذ كل واحدبجرمه وما اقترفت يداه بالفعل : لا بمجرد علم الله السابق لحقيقة نفسه .. فالله تعالى لا يؤاخذ الناس بعلمه .. ولكن من عدله أنه يؤاخذهم بعد امتحان وترك الفرصة لكل إنسان ليخرج حقائق نفسه ..

4...
الغريب أن هناك من التلاحيد من يعترض على العذاب الأبدي أو بالنار من الله الرحيم !!.. بل ويفرض علينا - هكذا بكل صفاقة - أن يكون الله لن يعذب أحدا في النار في النهاية !!! < يعني ربنا كان بيضحك علينا مثلا ! وحاشاه > وفي المقابل : نرى فريق آخر من التلاحيد يعرض مثل هذه الجرائم ويسأل أين الله وأين الحساب ؟!!!!..
وسبحان الله العظيم !!..
كل واحد يقوم بتشكيل إلهه على هواه !!.. يقول عز وجل :
" أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا " ؟!!.. ويقول :
" ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن " !!..

5...
وكان اعتراض المعترض سيكون مقبولا : لو أنه قد (فاجأنا) مثلا بمثل هذه المشاهد للتعذيب والتقتيل والتمثيل بالجثث إلى آخره !!..
وكأنه مثلا قد أرانا ما لا نعرفه من ديننا : فنتفاجأ بأننا كنا على باطل مثلا !
وإنما غفل الجاهل - وكل جاهل يمشي خلفه - : 
أن الله تعالى قد بين في كتابه أنه هو يبتلي عباده .. وهو الذي يصبرهم ..
وأن الله تعالى في كتابه : هو الذي ذكر قصة أصحاب الأخدود !!!..
وهم المؤمنون الذين تم حرقهم أحياء لا لشيء إلا لإيمانهم بالله تعالى !!
تماما مثلما وثع في بورما قريبا !!!.. 
فما هي عذاب لحظات - أو حتى عذاب الدنيا بأكملها 60 أو 70 عاما - بجانب نعيم مقيم يُنسي كل ما كان ؟!!!!..
يقول عز وجل في سورة البروج :
" قتل أصحاب الأخدود .. النار ذات الوقود .. إذ هم عليها قعود .. وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود .. وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " ...!

فهل خاف النبي محمد صلى الله عليه وسلم - إذا كان هو مؤلف هذا القرآن كما يزعم التلاحيد المغفلين - هل خاف أن يذكر مثل هذه القصص والآيات حتى لا يقول أحد السفهاء : وأين كان الله ؟ ولماذا لم يدافع عنهم ؟!!..

الله تعالى - بحكمته - هو الذي يحدد متى وكيف يتدخل وفق مشيئته هو سبحانه .. ووفق علمه بالغيب .. وهل سيتوب المجرمين أم لا ؟ أم يأخذهم من فورهم أم لا ؟؟ وهكذا .. والدليل :
أنه بعد هذه الآيات السابقة وبعد كل هذا الإجرام منهم يقول لنا أنه يقبل التوبة عن مثل هؤلاء إذا تابوا !!! :
" إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق " !!.. ثم يقول عن المؤمنين :
" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير " !!.. ثم يخبرنا أن حاله ليس هكذا على الدوام مع الكفار والمجرمين وإنما هو يحلم ويصبر عليهم فإذا غضب لم يقف أمام غضبته شيء ولا هذا الإنسان التافه الذي لا حول ولا قوة له إلا بالله !!!.. 
" إن بطش ربك لشديد " ...

وأخبار الأمم السابقة خير مثال ...

6...
فهذا هو حال المؤمنين منذ نزول آدم عليه السلام وإلى آخر مؤمن سيموت في الأرض !!.. هم من بلاء إلى بلاء ينتقلون .. والله تعالى هو الذي يختار لكل منهم ابتلاءه الذي يعلم أنه يستطيع عليه ويناسب درجة إيمانه ودرجته في جنة النعيم والدليل :
أننا كثيرا نرى من يقتلون ويعذبون ويعرض عليهم المجرمون أن يكفروا بالله أو ينطقوا بكلمة الكفر أو لا إله إلا بشار وغيره من كلاب جهنم بإذن الله :
فلا يقولون كلمة الكفر !!!..
ويفضلون القتل عليها - رغم أن الله أحل لهم الكفر الظاهر به طالما قلوبهم مطمئنة بالإيمان - !!.. يقول تعالى :
" إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " !!!..
ولكنها عزة المؤمن .. وقياس المصالح والمفاسد في نظره .. وعذاب لحظات مقابل نعيم مقيم ومنازل الصديقين والشهداء !!!..
وهل أجود من أن يبذل المؤمن نفسه لله ؟!
سبحان الله العظيم ..

7...
ولذلك فإن القاريء لتاريخ الموحدين من كل رسالات الله تعالى سيجد الاضطهاد والتعذيب والتنكيل والقتل والإبادة والحرق والتقطيع والنشر بالمناشير والإلقاء للأسود والنمور : ولم يفت كل ذلك في إيمانهم من شيء !!!.. فسبحان من يتولاهم في تلكم اللحظات !!..

فالحق سينتصر والخير والعدل .. ولكن على مستوى الأمم والجماعات .. وقد لا يدركه الأفراد الذين يكونون كاللبنات والأساس والبناء لهذا النصر ..

عن خباب بن الأرت قال :
" أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بُردة في ظل الكعبة .. فشكونا إليه فقلنا : ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو الله لنا ؟ (أي لما كان أهل قريش يعذبون المؤمنين الضعفاء وينكلون ببعضهم) فجلس مُحمرا وجهه فقال : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل : فيحفر له في الأرض .. ثم يؤتى بالمنشار : فيجعل على رأسه : فيجعل فرقتين : ما يصرفه ذلك عن دينه !!!! ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب : ما يصرفه ذلك عن دينه !!!! والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء وحضرموت : ما يخاف إلا الله تعالى والذئب على غنمه !! ولكنكم تعجلون "

رواه البخاري في صحيحه وغيره ...

فهل وعينا الدرس وفهمنا ديننا الإسلام ؟!!..

الكل مبتلى والكل معرض للابتلاء الشديد حتى العصاة والكفار والملحدين !! سائر الابتلاءات من مرض إلى ظلم وجبروت إلى جرائم قتل أو انتهاك أو حروب على أتفه الأسباب إلخ إلخ إلخ ..

ولكن المؤمن وحده من ينظر بعين إلى الدنيا .. وعين إلى الآخرة فيحتسب ويصبر ويسترجع .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
والحمد لله على نعمة الإسلام ..