الجمعة، 9 مايو 2014

د.هيثم طلعت والتعليق على أخطاء د.عمرو شريف 1

(فيسبوك - نقد نظرية التطور و حقيقة الخلق "الصفحه الرسميه ")

(فيسبوك - ورينا نفسك - د.هيثم طلعت)

بسم الله والحمد لله؛
سألني أحد الأحباب بخصوص محاولات دكتورنا الفاضل عمرو شريف لهيكلة التطور بحيث يتناسب والمعطى الديني!
وصراحةً هذه إحدى المآخذ الثلاث الكبرى التي نأخذها على دكتورنا الفاضل، ونجزم أنه-إن شاء الله- سيتراجع عنها يومًا ما، إذ ليس في العلم الرصدي ما يدفعنا للإعتقاد ببلاهة التطور، وليس في البحث الإمبريقي ما يعضد موقف التطور، بل ليس ثمة دليل واحد على الإطلاق قائم بذاته يُثبت وقوع التطور، لا يوجد أب واحد موثق علميًا لل3 مليون كائن حي على وجه الأرض الآن، لا يوجد تطور نوعي واحد-إنتقال من نوع إلى نوع macro-evolution - مُثبت حتى الآن علميًا أو تجريبيًا أو رصديًا، لا توجد طفرة واحدة مفيدة mutation أثبتها العلم حتى الآن، لا يستطيع العلم التجريبي التعامل مع الفرض الفلسفي التأويلي المسمى إنتخاب طبيعي natural selection،- ولذا يقرر فيلسوف العلوم الأشهر كارل بوبر Karl Popper أن قضية الإنتخاب الطبيعي تقبع خارج إطار العلم بالكلية لأنها لا تخضع لمبدأ falsifiability والذي هو شرط النظرية العلمية - فالقضية بالكلية فلسفية تأويلية من الطراز الأول، فلماذا نُخضع المعطى الديني لفروض كهنوتية هلاوسية كهذه؟
لكن يبقى السؤال: وكيف خلق الله الدواب والأنعام؟

القرآن صريح في أن الله سبحانه خلق كل دابة من ماء {والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير} ﴿٤٥﴾ سورة النور.
وأصل كل بحوث اكتشاف حياة خارج الأرض astrobiology تقوم على البحث عن الماء خارج الأرض.

فالماء هو أصل الخلق؛ ثم إن الله خلق كل دابة بمشيئة وقدرة وإرادة وحكمة خاصة؛ والله سبحانه يخلق الأشياء بالأسباب وبضد الأسباب وبدون أسباب، وكان خلقه للخلق سبحانه يكون فَطرًا { فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ }، والفطر هو الإنشاء الأول، وليس التشابه الجيني والوظائفي بين المخلوقات إلا من أدلة وحدة الخالق ووحدة خامة الخلق، وهذه سُنة الله في خلقه، وآية على عجيب صنعه {وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون} ﴿٤﴾ سورة الرعد.

والله سبحانه لم يخلق شيء عبثًا، يقول بن القيم رحمه الله" ما حكمة هذا النبات المبثوث في الصحاري والقفار والجبال التي لا أنيس بها ولا ساكن، وتظن أنه فضلة لا حاجة إليه ولا فائدة من خلقه.... وهذا مقدار عقلك ونهاية علمك، فكم لباريه وخالقه فيه من حِكمة وآية من طعم أوحش وطير ودواب مساكنها حيث لا تراها تحت الأرض وفوقها فذلك بمنزلة مائدة نصبها الله لهذه الطيور والدواب تتناول منها كفايتها ويبقى الباقي كما يبقى الرزق الواسع الفاضل عن الضيف لسعة رب الطعام وغناه التام وكثرة إنعامه."
مفتاح دار السعادة 1-234.

فما أبعد أحكامِه سبحانه وتعالى عن الفحص، وطُرقه عن الاستقصاء.
المقصود مما سبق: أننا لسنا بحاجة إلى تأويل نص ديني مع معطى كهنوتي فهذا ليس حال العاقل النابه، وإذا كان الكهنوت التطوري تدعمه مؤسسات علمية كبرى فهذا لا يرفعه فوق إطار الفرضية، ولا يدفعه بعيدًا عن الزائفية pseudo-science، وأصل ديننا يقوم على العلم الحق أتى به مَن أتى؛ وما بقي فهو تخريصٌ وظن لا يدفع الحق ولا يرفعه { قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون} ﴿١٤٨﴾ سورة الأنعام.