الجمعة، 9 مايو 2014

د.هيثم طلعت والتعليق على أخطاء د.عمرو شريف 2

(فيسبوك - ورينا نفسك - د.هيثم طلعت)

بسم الله والحمد لله؛
المأخذان الآخران اللذان نأخذهما على دكتورنا الفاضل د.عمرو شريف؛ هما ربط العمليات العقلية بالمراكز الدماغية، وجعله الأمر سببًا؛ بينما في واقع الأمر أن القضية تزامنية وليست سببية، إذ أن العمل العقلي يسبق الوظيفة الدماغية ثم تأتي الوظيفة الدماغية، وإحدى البديهيات التي يقررها الدكتور عمرو شريف نفسه هي أن تبادل أيونات الصوديوم والبوتاسيوم على جدران خلية عصبية يستحيل أن تُنشيء قيمة ولا معنى ولا فكرة، فالعمل الدماغي هو قضية ميكانيكية من الطراز الأول تعقب عملية الإرادة العقلية وإن سبقت الوعي ذاته، لأن الوعي قد يتأخر عن إرادة العقل ووظيفة الدماغ، فيظهر الوعي تالٍ لنشاط مركز دماغي ما، فالقضية تزامنية وليست سببية ولا تُفرز تبادلات صوديوم وبوتاسيوم إرادة ولا وعي ولا فكر ولا قرار ولا مبدأ ولا معنى ولا قيمة؛ هذه بديهيات لا علاقة لها بكونك ملحد أو مؤمن.

المأخذ الثالث؛ هو صب صحكوك الإيمانية على الفلاسفة والعلماء المثبتين لوجود خالق، مثل قوله عن جون ليسلي الفيلسوف المؤمن، ولفظ الإيمان لا يُطلق في الإسلام إلا ويراد به الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، والإيمان والإسلام صنوان إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا كما يقرر الأُصوليون، فليس مؤمن مَن كان غير مسلم. وربما نلتمس لدكتورنا في هذا المأخذ أن المتبادر إلى الذهن هو مجرد الإيمان بالله، لكن الإطلاق يُفضل فيه التقييد حتى لا يُلبس على العوام خاصًة مَن ليست مقارنة الأديان له دِربة، فوجب التقييد إذ كل دين وكل فلسفة وكل مذهب غير الإسلام مردودٌ على صاحبه يوم القيامة، لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً، هذا هو الأصل الذي لا نحابي فيه، إذ المحاباة كفر، وديننا صواب لا يحتمل الخطأ وكل دينٍ غيره خطأ وباطل وقبض الريح لا يحتمل الصواب {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} ﴿٨٥﴾ سورة آل عمران.