الأحد، 1 يونيو 2014

دول ليبرالية تقبع في الفقر فلماذا لا يذكرها الملحد

(فيسبوك - الصفحة الشبكية للرد على الملحدين العرب - د. هيثم طلعت)

بتسوانا وناميبيا وجامبيا وموريشيوس والسنغال كلها دول أفريقية تُدار بأنظمة ليبرالية علمانية رأسمالية ديموقراطية تمامًا منذ عشرات السنين، لكن بما أنها من أفقر وأحقر دول العالم، لذا لن يذكرها الملحد العربي، بل سيتعامل مع هذه الدول وكأنها غير موجودة.

دولة ليبريا الأفريقية، تعمل بالدستور الأمريكي مباشرًة، وعملتها الدولار، وبها مجلس شيوخ ومجلس نواب منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، وهي علمانية ليبرالية عتيقة، وأهلها ليبراليون جدًا - يرقصون الشارلستون ويأكلون لبان تشكلس ويرتدون أحذية نايكي- ومع ذلك دولة ليبريا مُصنفة كأفقر دول العالم على الإطلاق.
بل إن دولة ليبريا العام الماضي، لم يدخل بها طالب واحد إلى الجامعة على الإطلاق حيث فشل جميع الطلبة في اجتياز اختبار دخول الجامعة. تخيل دولة لم ينجح أحد .
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2013/08/130826_liberia_education.shtml

الملحد العربي أيضاً سيتجاهل هذه الدولة.

الملحد العربي لن يُقدِّم لك إلا بعض النماذج الغربية التي يرى أن صورتها مشرقة دائماً، وطبعًا لابد أن تكون مشرقة دائمًا لأن ثرواتها جاءت نتيجة 500 عام من الاستعمار، و50 عام من صندوق النقد الدولي.
ولا ننسى أن المسروقات التي سرقتهـا انجلترا من الهند تفوق كل ما أنتجته انجلترا منذ الثورة الصناعية .. بل حتى الماسة التي تُرصع التاج البريطاني مسروقه من البنجـاب بالهند .

ولذا يرى المفكر الكبير روجيه جارودي أن " على دول العالم الثالث أن ترفض جماعيًا سداد الديون المزعومة لصندوق النقد الدولي فعلى الغرب للعالم الثالث دين رهيب فمن الذي يعيد لبيرو 185 ألف كيلوجرام من الذهب وال16 مليون كيلوجرام من الفضة والذي اعترف بيت العقود التجارية لاشبيلية بنزحها ما بين عامي 1503 و1660، مَن الذي يعوض الهند ملايين أطنان القطن المنهوبة بأسعار بخسة، من الذي يعيد لأفريقيا حياة الملايين من أبنائها الأشداء الذين نُقلوا عبيدًا للأمريكتين ليعموا بالمزارع الشاسعة، فتراكم الثروات في الغرب هو تراكم امبريالي - استعماري - وليس تراكم رأسمالي."