الخميس، 8 مايو 2014

كلام من ابن القيم لمنكري النبوات والربوبيين

(فيسبوك - ورينا نفسك - Abdullah Khaled) 

كلام من العلامة ابن القيم رحمه الله لمنكري النبوات والربوبيين 
منقول من كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى ص: 583

وأخبر سبحانه أن من جحد أن يكون قد أرسل رسله، وأنزل كتبه لم يقدره حق قدره، وأنه نسبه إلى ما لا يليق به، بل يتعالى ويتنزه عنه، فإن في ذلك إنكاراً لربوبيته وإلهيته وملكه وحكمه ورحمته، والظن السيء به أنه خلق خلقه عبثاً باطلاً، وأنه خلاهم سدى مهملاً، وهذا ينافي كماله المقدس، وهو متعال عن كل ما ينافي كماله، فمن أنكر كلامه وتكليمه وإرساله الرسل إلى خلقه فما قدره حق قدره، ولا عرفه حق معرفته، ولا عظمه حق عظمته، كما أن من عبد معه إلهاً غيره لم يقدره حق قدره، معطل جاحد لصفات كماله، ونعوت جلاله، وإرسال رسله، وإنزاله كتبه، ولا عظمه حق عظمته.

ولذلك كان جحد نبوة خاتم الأنبياء والرسل، وتكذيبه إنكاراً للرب تعالى في الحقيقة وجحوداً له، فلا يمكن الإقرار بربوبيته وإلهيته وملكه، بل ولا بوجوده، مع تكذيب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وقد أشرنا إلى ذلك في المناظرة التي تقدمت، فلا يجامع الكفر برسول الله صلى الله عليه وسلم الإقرار بالرب تعالى، وصفاته أصلاً، كما لا يجامع الكفر بالمعاد واليوم الآخر، الإقرار بوجود الصانع أصلاً، وقد ذكر سبحانه وتعالى ذلك في موضعين في كتابه في سورة الرعد في قوله تعالى: (وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم). والثاني في سورة الكهف في قوله تعالى: (ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبداً وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب).

فالرسول صلوات الله وسلامه عليه إنما جاء بتعريف الرب تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله، والتعريف بحقوقه على عباده، فمن أنكر رسالته فقد أنكر الرب الذي دعا إليه وحقوقه التي أمر بها، بل نقول: لا يمكن الاعتراف بالحقائق على ما هي عليه مع تكذيب رسوله صلى الله عليه وسلم.

وهذا ظاهر جداً لمن تأمل مقالات أهل الأرض وأديانهم.